ؤرءؤ

ولدت بيرل باك في الولايات المتحدة الأميركية، لكنها انتقلت في سن مبكرة إلى الصين مع والديها، حيث اشتغلا بالتبشير الديني. تقلت بيرل باك تعليمها الابتدائي والتكميلي في مدرسة داخلية بمدينة شنغهاي، ثم غادرت إلى أوروبا في سن السابعة عشرة لمتابعة تعليمها الذي استكملته في إحدى الجامعات الأميركية. في سنة 1917 تزوجت باك من الدكتور لوسينغ باك، حيث نقلهما عمله إلى شمال الصين لفترة خمس سنوات، ثم انتقلا إلى نانكينغ حيث علمت بيرل باك الأدب الإنكليزي في جامعات مختلفة. صدر كتابها الأول “الرياح الشرقية، الرياح الغربية” عام 1928، ثم ظهرت رواية “الأرض الطيبة” عام 1931، فنالت على الفور نجاحاً سريعاً. مكنها فيما بعد هذا النجاح من الحصول على جائزة بوليتز التي تعطى سنوياً لأهم الكتب وأفضل الروايات. وإذا ما عدنا لمتن هذه الرواية لوجدنا أن الكاتبة قد ثبت في هذه الرواية حبها للمجتمع الصيني التي عاشت فيه، حيث يلحظ القارئ اهتمام باك بالقيم الأساسية للحياة الإنسانية في الصين، ومدى مكافحتها لتكوين فهم أعمق عن ذلك البلد، حيث حاولت أن تظهر بأن الشعب الصيني ممثلاً بوانغ لونغ، يحب أرضه أكثر من أي شيء. إنها، بالنسبة إليه، أثمن من الفضة. بمعنى آخر، هي مصدر الفضة، كان وانغ لونغ يرجع دائماً إلى أرضه التي جعلته ثرياً وساعدته على تأسيس عائلته العظيمة. كان من المهم لباك، التي كان والداها يعملان كمبشرين في ا لصين، أنم تكشف عن تعلق الصينيين بدينهم من حين إلى آخر. وقد بدا ذلك واضحاً حين ذكرت المعبد حيث كان وانغ لونغ يبدي احترامه لإلهين. ما كامن يفعل ذلك إلا لأنه واجب وليس اقتناعاً. في الواقع، ولقد قال، “يجب أن أحرق بعض البخور أمام الصنمين في المعبد الصغير. فمع ذلك لهما سلطة على الأرض”. أظهرت بيرل باك، التي غادرت الصين لتتابع دراستها، بأن المزارع الأمي كان مهتماً بالتعليم. في الواقع، لقد سمح لأبنائه الثلاثة أن يتعلموا، حتى أنه سمح لابنه الأكبر أن يسافر لمتابعة دراسته. كانت المجاعة والحرب مشكلة كبرى في الصين وقد تسببتا بالموت، وبالنزاعات، وبالتنقل، وببيع البنات اللاتي أصبحن رقيقاً. بالإضافة إلى ذلك، كانت الأقلية غنية مثل آل هوانغ والرجل الغني في المدينة. أما غالبية الناس، فقد كانت فقيرة. وعلى الرغم من حدوث تغييرات كبيرة في الصين خلال السنوات الخمسين الماضية، فالزمن لم يقلل من أهمية رواية “الأرض الطيبة”، بل تبقى رواية إنسانية عظيمة تعرض لنا على نحو درامي صراع الإنسان في سبيل الحياة والتمتع بها، كما تظهر لنا أن التمدن المتنامي لا يعني التقدم في مجال السعادة الإنسانية، فأولئك البسطاء المتمسكين بالأرض هم على قدر كبير من الحكمة التي يفتقدها الإنسان المتمدن. فنحن، كما يقول وانغ لونغ بطل رواية “الأرض الطيبة” “جئنا من الأرض… وإليها سنعود… فإن احتفظنا بالأرض أمكننا البقاء… فما من أحد يستطيع أن يسرق الأرض منا”.

الكاتب: بيرل باك دار النشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة النشر: التصنيف: اداب اللغات الاخرى العدد: مكتبة الكرامة:
درجة تصنيف الكتاب

اترك رد