يمسك الطفل أقلام التلوين ويبدأ بالخربشة فتتداخل ألوان الأحمر والأصفر والأخضر لتبدو رموزًا طريفة أسقطتها مخيلته على الورقة . ينتهي من رسمه البدائي ويهرول إلى أمه سعيدًا بإنجازه قائلاً: ماما انظري ماذا رسمت! تبتسم الوالدة معلّقة بالقول: برافو، مثل بيكاسو! يفتخر الطفل بنفسه رغم أنه لا يعرف من هو بيكاسو، ولكنه يعرف أن والدته أُعجبت بلوحته خصوصًا أنها علّقتها على باب الثلاّجة ليراها الجميع».
يعتبر الرسم من المهارات الأساسية التي تعزز نمو مخيّلة الطفل وتطوّرها، ويساعده في كثير من الأحيان في التعبير عن مشاعره خصوصًا إذا لم يكن يجيد الكلام بعد.
تؤكده الاختصاصية في علم نفس الطفل كالين عازار.
تقول: «للرسم أهمية كبرى في حياة الطفل لأنه طريقة يعبّر بواسطتها عن مشاعره خصوصًا إذا كان في سن صغيرة لا يستطيع فيها التعبير بالكلام بعد، فيكون الرسم طريقة تسمح للأهل باكتشاف نظرة طفلهم إلى الحياة وما إذا كان سعيدًا أم حزينًا. لذا للرسم موقع مهم في حياة الطفل، ومن الضروري أن يرافقه خلال فترة نموّه حتى سن المراهقة. ومن المهم جدًا أن يكون ضمن البرنامج المدرسي. ولكن للأسف تستغني بعض المدارس عن حصة الرسم في مرحلة معيّنة حين تصبح الدروس الأكاديمية والنجاح المدرسي من أولويات التلميذ والمدرسة والأهل معًا، بينما لا يجوز الاستغناء عن ساعة الرسم لأنها تسمح للتلامذة بالتعبير عن مشاعرهم وعن أمور لا يتكلّمون عليها في الحياة اليومية».